فيينانور الإخبارية - رأي وتحليل من وجهة نظر مقالتنا :
هل يمكن أن تقف باكستان إلى جانب إيران في حال تصاعدت الهجمات الإسرائيلية؟
في هذا التحليل، سنفكك الموقف الباكستاني، ونستعرض الظروف الداخلية والخارجية التي قد تدفعها للوقوف إلى جانب إيران — أو الامتناع عن ذلك.
باكستان وإيران: صداقة باردة وتحالف مستحيل؟
رغم الروابط التاريخية والجغرافية بين البلدين، إلا أن العلاقة بين باكستان وإيران ليست تحالفًا بالمعنى التقليدي، بل هي أقرب إلى علاقة الجوار المتقلبة، التي توازن فيها باكستان بين علاقاتها القوية مع السعودية وأمريكا من جهة، وبين تجنب التوتر مع إيران من جهة أخرى.
-
باكستان تحرص على عدم استفزاز إيران، لكنها لا تقف معها سياسيًا أو عسكريًا بوضوح.
-
العلاقة تقوم على مبدأ "تجنب العداء الكامل" وليس "الدعم الكامل".
🇮🇱 الهجمات الإسرائيلية على إيران: هل تغير المعادلة؟
عندما تتعرض إيران لضربات إسرائيلية، سواء عبر اغتيالات أو ضربات جوية أو عمليات سيبرانية، فإن باكستان غالبًا تلتزم الصمت الدبلوماسي، فهي ليست طرفًا مباشرًا في النزاع.
لكن السؤال المطروح اليوم:
ماذا لو تطور الأمر إلى حرب شاملة ضد إيران؟ هل يمكن أن تساند باكستان إيران عسكريًا أو سياسيًا؟
الجواب يحتاج إلى تحليل دقيق لعوامل كثيرة.
تحليل الموقف الباكستاني
عوامل قد تدفع باكستان لدعم إيران:
-
الهوية الإسلامية المشتركة:في الخطاب الشعبي الباكستاني، لا تزال "وحدة الأمة الإسلامية" حاضرة، وقد يرى بعض التيارات أن الوقوف مع إيران "المُستهدفة من إسرائيل" واجب ديني وأخلاقي.
-
قلق من تمدد النيران:في حال توسعت الحرب وهددت الاستقرار الإقليمي، قد ترى باكستان أن إيران تمثل خط الدفاع الشرقي عن المنطقة الإسلامية.
-
وجود شيعي قوي داخل باكستان:نحو 15-20% من سكان باكستان شيعة، وأي عداء سافر لإيران قد يشعل توترات طائفية داخل البلاد.
-
تقارب مع الصين:إذا اختارت الصين دعم إيران ضمن معسكر مواجه للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي، فقد تميل باكستان لموقف أقرب لإيران — بدافع تبعية جزئية للمصالح الصينية.
عوامل تمنع باكستان من دعم إيران:
-
التحالف مع السعودية والإمارات:باكستان تعتمد اقتصاديًا على الدعم الخليجي، والسعودية في خصومة عميقة مع إيران. أي دعم لإيران قد يعني خسارة اقتصادية وسياسية فادحة.
-
علاقات حساسة مع أمريكا:رغم التوترات، تبقى أمريكا قوة فاعلة في المعادلة الباكستانية، وأي انحياز لطهران قد يُعقّد ملفات حيوية لباكستان مثل ملف كشمير أو الدعم المالي الدولي.
-
أولوية النزاع مع الهند:الجيش الباكستاني لا يرغب في تشتيت قواته أو فتح جبهات جديدة غير الجبهة التقليدية مع الهند.
-
الوضع الاقتصادي الداخلي الهش:باكستان في أزمة اقتصادية، وتعاني من تضخم وديون خارجية. الدخول في تحالف أو صراع لدعم إيران سيزيد الضغط الداخلي على الحكومة والجيش.
إذًا... ما هو السيناريو الأرجح؟
من غير المرجح أن تقدم باكستان دعمًا عسكريًا صريحًا لإيران في مواجهة إسرائيل، لكن من الممكن أن:
-
تتخذ موقفًا دبلوماسيًا محايدًا، يدعو إلى التهدئة ورفض العدوان دون تحميل إسرائيل المسؤولية صراحة.
-
تدير نوعًا من التعاون الاستخباراتي أو اللوجستي المحدود بعيدًا عن العلن — إذا شعرت أن توازن القوى في الإقليم يتغير بشكل يهددها.
تحليل استراتيجي: هل يمكن أن تتحول باكستان إلى حليف طارئ لإيران؟
باكستان دولة براغماتية إلى أقصى درجة. هي تتحرك وفق مصالحها وليس وفق العواطف أو الخطابات الطائفية. وإذا شعرت أن:
-
إيران ستنتصر أو تحقق مكاسب إقليمية كبرى
-
السعودية غير قادرة على حمايتها ماليًا أو سياسيًا
-
أمريكا تخلّت عن دعمها في ملفات مهمة
فقد تتقارب باكستان مع إيران، لكن ذلك سيكون خطوة اضطرارية وليست استراتيجية.
اقرأ أيضا عن : زيارة ترامب للسعودية
رأي ختامي: صوت العقل في منطقة مضطربة
من غير المنطقي أن تتورط باكستان في حرب لا ناقة لها فيها، خاصة إذا كانت ضد خصم خطير كإسرائيل.
لذا، من المرجح أن تظل باكستان على موقفها التقليدي: دعم لفظي للوحدة الإسلامية، وحياد عملي على الأرض.
أسئلة شائعة (FAQ)
هل صرحت باكستان رسميًا بدعم إيران؟
لا، باكستان لم تصدر أي بيان رسمي بدعم عسكري أو لوجستي لإيران بعد الهجمات الإسرائيلية.
هل هناك تحالف عسكري بين إيران وباكستان؟
لا، ولا توجد اتفاقيات دفاع مشترك معلنة.
كيف تؤثر الحرب على الداخل الباكستاني؟
أي تصعيد طائفي أو تحالف مع إيران قد يُؤدي إلى تفكك اجتماعي ونزاعات داخلية في بلد يعاني أصلًا من الانقسامات.
هل يمكن لباكستان أن تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وإيران؟
نعم، وقد يكون هذا الخيار الأفضل لها للحفاظ على علاقاتها مع جميع الأطراف.