725621982609bff9a612df8fd628781e

كيف تتفاعل الدول العربية مع التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

author image

كيف تتفاعل الدول العربية مع التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟


في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران، تبرز مواقف الدول العربية كلاعب صامت تارة، ومؤثر تارة أخرى، ما يعكس واقعًا جيوسياسيًا معقدًا يتسم بالحذر والتوجّس، وتغلب عليه الاعتبارات الوطنية والعلاقات الدولية المتشابكة.

الدول الخليجية: بين الحذر والدبلوماسية

السعودية والإمارات وقطر، وعلى الرغم من تقارب بعضها مع إيران أو إسرائيل في مراحل مختلفة، فإن مواقفها الحالية تتسم بالحذر العميق. حيث لم تصدر مواقف رسمية حادة تجاه أي من الطرفين، بل دعت بشكل عام إلى ضبط النفس و"تجنّب الانزلاق إلى صراع أوسع".

  • السعودية، التي قطعت شوطًا في المفاوضات مع إيران خلال العامين الماضيين، تخشى من أن يؤدي تفجر الصراع إلى عدم استقرار في الخليج وزيادة تهديدات الأمن البحري والطاقة.

  • الإمارات، بدورها، تحرص على التوازن الدقيق بين استثماراتها في إسرائيل وعلاقاتها الاقتصادية مع إيران.

  • قطر التي تستضيف عددًا من قيادات الفصائل الفلسطينية، التزمت خطابًا داعمًا للمقاومة ولكن ضمن إطار دبلوماسي محسوب.

مصر والأردن: موقف تقليدي ومحسوب

كل من مصر والأردن تتمتعان بعلاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، ولكن من جهة أخرى ترتبطان بمواقف تاريخية داعمة للقضية الفلسطينية.

وهذا ما جاء من تقرير صادر من الجزيرة حول المواقف الحالية من الدول العربية

مصر دعت إلى "وقف فوري للتصعيد"، وحذّرت من "جر المنطقة إلى كارثة شاملة". لكن مراقبين يعتقدون أن قلق القاهرة الحقيقي يكمن في تدهور الأوضاع في قطاع غزة وتأثيرها الأمني والإنساني على حدودها.

  • أما الأردن، فقد أبدى امتعاضًا واضحًا من الغارات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصًا تلك التي اقتربت من أراضيه، وأكد على ضرورة "التهدئة الشاملة".

العراق وسوريا ولبنان: ساحة التماس والتأثير

هذه الدول ليست فقط معنية سياسيًا، بل ميدانيًا أيضًا، فهي تشكّل محاور تماس مباشرة بين إيران وإسرائيل من خلال وكلاء عسكريين أو وجود فعلي.

اقرأ أيضا عن : زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في مايو 2025 تأتي في سياق تعزيز هذه العلاقات التاريخية

  • العراق: الحكومة العراقية أبدت معارضة صريحة لأي عمل عسكري على أراضيها، بعد ضربات جوية إسرائيلية لمواقع تابعة لفصائل مرتبطة بإيران. بغداد تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية بين مطلب الحياد والولاء لمحور المقاومة.

  • سوريا: تواصل إسرائيل قصف مواقع يُعتقد أنها إيرانية داخل سوريا، فيما تلتزم دمشق الصمت الرسمي، لكنها تُعتبر عمليًا حليفًا لطهران في الميدان.

  • لبنان: الموقف اللبناني منقسم سياسيًا، لكن حزب الله أوضح أنه قد يتحرك عسكريًا إذا تصاعدت الأمور، وقد تكرر في الأيام الماضية قصف متبادل محدود على الحدود الجنوبية.

الجزائر وتونس والمغرب: مقاربات مختلفة

  • الجزائر، رغم بعدها الجغرافي، تؤكد دعمها الثابت للفلسطينيين، وتنتقد "العدوان الإسرائيلي"، لكنها لا تُبدي موقفًا واضحًا تجاه الصراع الإيراني الإسرائيلي تحديدًا.

  • تونس، في خضم أزمتها السياسية الداخلية، تكتفي بتصريحات تضامنية دون فعل دبلوماسي ملموس.

  • المغرب، وهو من الدول التي طبّعت مع إسرائيل، يجد نفسه في موقف محرج، حيث يحاول تجنّب الإحراج الشعبي والانتقادات الداخلية، مع المحافظة على مصالحه الاستراتيجية.


تحليل ختامي: الموقف العربي.. بين المبدأ والمصلحة

يمكن القول إن الرد العربي على الصراع الإيراني الإسرائيلي يتسم بالتشتت والتباين. فبين من يخشى من امتداد الحرب إلى أراضيه، ومن يراها فرصة للضغط الإقليمي، ومن يُجاري التوازنات الدولية، نجد أن الموقف العربي ما زال مرهونًا بحسابات المصالح الوطنية، لا بالموقف الموحد أو القومي.

ورغم نداءات التهدئة المتكررة، تبقى قدرة العرب على التأثير المباشر في مسار الصراع محدودة، ويبدو أن غياب سياسة موحدة، أو حتى تحرك عربي جماعي حقيقي، يجعل الدول العربية في موقف المتفرّج لا الفاعل، في واحدة من أخطر لحظات الشرق الأوسط الحديث.


 أسئلة وأجوبة (FAQ)

هل تدعم أي دولة عربية إيران بشكل صريح في هذا الصراع؟
لا، حتى الدول القريبة من إيران تتجنب التصريحات العلنية، وتكتفي بالتنديد بإسرائيل.

هل يمكن للدول العربية أن تتوسط لإنهاء النزاع؟
من الناحية النظرية نعم، ولكن فعليًا، لا توجد مبادرة عربية واضحة حتى الآن.

هل يشكل الصراع خطرًا مباشرًا على دول الخليج؟
نعم، خاصة من ناحية أمن الطاقة والممرات البحرية في حال التصعيد الإقليمي.

هل ستتغير مواقف الدول إذا اشتعلت حرب شاملة؟
محتمل جدًا، خاصة إذا تهددت المصالح الأمنية أو الاقتصادية لتلك الدول.


    بحث هذه المدونة الإلكترونية

    اقسام الموقع