725621982609bff9a612df8fd628781e

التحركات الغربية تجاه نتنياهو: ضغوط متصاعدة ورسائل سياسية متعددة

التحركات الغربية تجاه نتنياهو: ضغوط متصاعدة ورسائل سياسية متعددة
التحركات الغربية تجاه نتنياهو: ضغوط متصاعدة ورسائل سياسية متعددة


في الأسابيع الأخيرة، شهدت الساحة الدولية تصاعداً في حدة الخطابات والضغوط السياسية الموجهة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. من أوروبا إلى الولايات المتحدة، بدأت الأصوات تتعالى حول سياسات تل أبيب في غزة، والتصرفات العسكرية المتزايدة، والانقسامات الداخلية التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية. فهل تغيرت قواعد اللعبة السياسية؟ ولماذا تختار أوروبا الآن بالذات شن هجوم دبلوماسي على نتنياهو؟


أولاً: لماذا الآن؟ خلفيات الهجوم الأوروبي على نتنياهو

على الرغم من أن العلاقات الأوروبية الإسرائيلية تمر منذ سنوات بفترات من الفتور، إلا أن ما يجري اليوم مختلف. تصريحات رؤساء دول أوروبية، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، لم تكن دبلوماسية كما هو معتاد، بل جاءت حادة ومباشرة. السبب المباشر يعود إلى الهجوم الإسرائيلي على غزة وما خلفه من دمار واسع وارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين، مما جعل من الصعب تجاهل الممارسات الإسرائيلية أو تسويقها للرأي العام الأوروبي.

اقرأ أيضا عن : تحسين وضع المواطن


ثانيًا: المواقف الأوروبية... بين القيم والمصالح

من المعروف أن أوروبا تمتلك موقفًا أكثر توازنًا نسبيًا مقارنة بالولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية. إلا أن هذا التوازن بدأ يختل بفعل الضغوط الشعبية المتزايدة في الداخل الأوروبي، حيث أصبحت صور الدمار القادمة من غزة مادة يومية على وسائل الإعلام، ما زاد من حدة الغضب الشعبي الذي انعكس على الساسة الأوروبيين.

ومع دخول أحزاب اليسار والوسط في العديد من البلدان الأوروبية في تحالفات الحكم، ازداد الزخم المناهض لسياسات نتنياهو، وأصبحت الحكومات مطالبة باتخاذ مواقف أكثر وضوحًا، لا سيما في ظل دعوات لمقاطعة الأسلحة المصدّرة لإسرائيل أو وقف بعض اتفاقيات التعاون.


ثالثًا: الحسابات الأمريكية وتأثيرها على الموقف الأوروبي

لا يمكن فصل الموقف الأوروبي عن السياسات الأمريكية. فعلى الرغم من أن إدارة بايدن تدعم إسرائيل، إلا أنها بدأت تُظهر نوعًا من التململ من تصرفات نتنياهو. وهذا التحول ـ حتى وإن كان بسيطًا ـ يمنح الأوروبيين هامشًا أوسع للتحرك والضغط. وهنا، تبدو أوروبا كمن يغتنم لحظة ضعف نتنياهو السياسية وانقسامه الداخلي لفرض ضغوط دبلوماسية قد تغيّر من نهج التعامل الإسرائيلي.


رابعًا: الأزمات الداخلية في إسرائيل تعزز الضغط الدولي

في الداخل الإسرائيلي، يواجه نتنياهو موجة غضب غير مسبوقة، من الاحتجاجات المستمرة ضد تعديلات القضاء، إلى انشقاقات داخل الائتلاف الحاكم، فضلاً عن الانتقادات من المؤسسة الأمنية بسبب تبعات الهجوم على غزة.

كل هذه الأزمات الداخلية تقلل من قدرة نتنياهو على المناورة، وتمنح خصومه المحليين والدوليين فرصة للضغط عليه من عدة جهات، وهو ما يدفع نحو احتمال حدوث تغييرات سياسية كبيرة في الفترة القادمة.


خامسًا: هل تفلح الضغوط الأوروبية؟

رغم أن الضغط الأوروبي قد لا يغيّر بالكامل سياسات إسرائيل، إلا أنه يساهم في خلق مناخ دولي جديد يحد من قدرة تل أبيب على التصرف بحرية. كما أن مثل هذه الضغوط قد تحفز مؤسسات دولية مثل مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات حقيقية تجاه الانتهاكات.


سادسًا: تأثير ذلك على الملف الفلسطيني

ربما يكون أكبر المستفيدين من هذا التحول هو الملف الفلسطيني، الذي بدأ يستعيد حضوره بقوة على أجندة المجتمع الدولي. الحديث المتزايد عن حل الدولتين، ومبادرات وقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، كلها مؤشرات على رغبة أوروبية متزايدة في كسر الجمود السياسي.


أسئلة شائعة (FAQ)

1. لماذا بدأت أوروبا الآن في مهاجمة نتنياهو؟
بسبب تصاعد الجرائم الإنسانية في غزة، وتزايد الضغط الشعبي والإعلامي على الحكومات الأوروبية.

2. هل هذا الهجوم سيؤثر فعلاً على السياسات الإسرائيلية؟
قد لا يُحدث تغييرات جذرية، لكنه يحد من الدعم الدولي لإسرائيل، ويزيد من عزلتها في بعض المحافل.

3. ما تأثير ذلك على الفلسطينيين؟
يمكن أن يؤدي لخلق فرصة دبلوماسية لصالحهم، لا سيما إذا تم فتح مفاوضات أو تحقيق دولي.

4. هل يمكن أن تستمر هذه الضغوط؟
إذا استمرت إسرائيل في نفس السياسات، فإن الضغط مرشح للتصاعد، خاصة مع تنامي دور الرأي العام الأوروبي.


مقترحات للقراء

  • تابعوا تطورات العلاقات الأوروبية الإسرائيلية عبر مصادر محايدة.

  • راقبوا تأثير هذه التحركات على القضية الفلسطينية داخليًا وخارجيًا.

  • شاركوا في النقاشات العامة حول حقوق الإنسان والسياسات الخارجية لتأثير أوسع.