📁 عاجل

هل أنهت ضربات B-52 الأمريكية فعلاً البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن طهران سبقت القصف بنقل اليورانيوم؟

هل أنهت ضربات B-52 الأمريكية فعلاً البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن طهران سبقت القصف بنقل اليورانيوم؟


هل أنهت ضربات B-52 الأمريكية فعلاً البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن طهران سبقت القصف بنقل اليورانيوم؟

في تحول عسكري هو الأضخم منذ سنوات، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية مركّزة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية باستخدام طائرات القاذفة الاستراتيجية B-52، وذلك في أعقاب تصعيد إقليمي متسارع دفع إدارة الرئيس ترامب إلى اتخاذ قرار حاسم بضرب "قلب المشروع النووي الإيراني"، حسب تعبيره.

وبينما أعلن ترامب أن "المفاعلات الإيرانية لم تعد موجودة"، ردت طهران سريعًا بأنها كانت تتوقع الضربة، ونقلت مخزونها من اليورانيوم قبل أيام إلى مواقع سرية، ما فتح الباب أمام تساؤلات مصيرية: هل فعلاً انتهى البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن الضربة كانت استعراضية في توقيتها أكثر منها استراتيجية في نتائجها؟


ملخص ما جرى: ثلاث ضربات.. وغموض كبير

في ساعات الفجر من يوم الخميس الماضي، شنت الولايات المتحدة غارات جوية دقيقة استهدفت مواقع نووية حساسة في إيران، أبرزها:

  1. منشأة نطنز – المعروفة بأنها مركز تخصيب رئيسي.
  2. منشأة فوردو – المحصنة تحت الأرض بشكل كبير.
  3. موقع عسكري ملحق ببرنامج الأبحاث النووية قرب أصفهان.


ووفق بيان البنتاغون، استخدمت القاذفات B-52 في ضرب هذه الأهداف "بعد التحقق من أنشطة مشبوهة تشير إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني خلال الأسابيع الماضية".

الرئيس ترامب: "المفاعلات لم تعد موجودة"

في خطاب مفاجئ، قال ترامب بوضوح:

"لقد أنهينا المفاعلات الإيرانية، إنهم لن يتمكنوا من إنتاج سلاح نووي، الآن أو في المستقبل القريب."

تصريح أثار العواصف، خاصة وأن طهران كانت قد نشرت قبل الضربة تقارير عن "احتمال وقوع هجوم أمريكي واسع"، وشوهدت تحركات ميدانية "غير معتادة" في محيط منشآت التخصيب.


الرواية الإيرانية: كنا نعلم.. ونقلنا اليورانيوم

في ردها على الضربات، لم تنكر طهران حجم الدمار الذي لحق بالمنشآت الثلاث، لكنها ركّزت على نقطة بالغة الأهمية:

"نقلنا المواد النووية قبل أيام من القصف، ولا توجد أي خسارة في مخزوننا الاستراتيجي من اليورانيوم."

مصادر قريبة من الحرس الثوري كشفت أن القيادة كانت قد رصدت تحركات جوية أمريكية فوق الخليج، بالإضافة إلى نشاط غير طبيعي في القواعد الأمريكية في الكويت وقطر، ما دفعها إلى تفعيل خطة نقل الطوارئ، وهي الخطة التي تعتمد على شاحنات مدنية وعسكرية لنقل المواد النووية إلى مواقع مخفية في الشمال الشرقي الإيراني.

لا تفوت القراءة : التصعيد في بحر الصين الجنوبي: هل يشعل فتيل نزاع دولي جديد؟



تحليل الموقف: ضربة كبيرة.. ولكن!

رغم ضخامة الضربة الأمريكية من حيث التكتيك، يبدو أن نتائجها الاستراتيجية ما زالت محدودة، على الأقل في المدى القريب، وذلك لأسباب:

  1. إيران كانت مستعدة: فشل الضربة في تدمير اليورانيوم المخصب يعني أن إيران تحتفظ بالجزء الأهم من قدرتها النووية.
  2. المنشآت قد تُبنى من جديد: رغم التدمير، لدى إيران الخبرات والموارد لإعادة تشغيل التفاعلات في مواقع بديلة خلال أشهر.
  3. لا توجد أدلة مفتوحة تؤكد نهاية التخصيب: حتى الآن، لم تُنشر أي صور استخباراتية تثبت تدمير قلب أجهزة الطرد المركزي.

إشارات على التراجع لا الانتهاء

بعض المحللين يرون أن ما جرى هو "ضربة تأديبية مكثفة"، هدفها إبطاء التقدم النووي لا إنهاؤه، مع إعطاء رسالة سياسية لإسرائيل والخليج والعالم: أمريكا قادرة على استخدام القوة العسكرية في أي لحظة.

لكن إيران قد ترد بتسريع أنشطتها، أو رفع مستوى التخصيب إلى ما فوق 60%، فقط لإثبات أنها لم تُهزم.


رسائل متبادلة تحت الرماد

أمريكا تقول: "نحن هنا"

الضربة تحمل توقيعًا استراتيجيًا يقول:

  • لا خطوط حمراء بعد الآن.
  • أي تحرك نووي سيواجه برد ناري حقيقي.
  • التحالف الأمريكي في المنطقة (خاصة مع قطر والكويت) ما زال نشطًا.

إيران تقول: "نحن صامدون"

من خلال الرد الإعلامي والدبلوماسي السريع، تُرسل طهران رسائل بأنها:

  • ما زالت تملك زمام الأمور.
  • لن تدخل في حرب مفتوحة لكنها لن تتراجع.
  • مستعدة لإعادة التخصيب، وربما بسرعة أكبر.


السيناريوهات القادمة

  1. عودة إيران إلى السرية التامة: ستنقل المزيد من معداتها إلى مواقع مجهولة.
  2. تزايد الضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة المواقع البديلة.
  3. احتمال موجة جديدة من الضربات إذا ثبت أن التخصيب استؤنف في أماكن أخرى.
  4. احتمال تصعيد إقليمي إذا قررت إيران الرد عبر وكلائها في العراق أو سوريا أو حتى الخليج.


الخلاصة: الضربة لم تنه البرنامج.. لكنها فتحت مرحلة جديدة

قد تكون الضربات الأمريكية ضد المواقع النووية الإيرانية الأقوى من نوعها، لكنها لم تُنهِ البرنامج النووي كما أعلن ترامب. نقل اليورانيوم قبل الضربة غيّر المعادلة، وجعل الأضرار تتركز في البنية التحتية فقط، لا في جوهر المشروع.

المرحلة القادمة ستكون مرحلة مناورات سياسية واستخباراتية مكثفة، وقد نشهد سباقًا جديدًا بين الضربات العسكرية والتحركات النووية السرية، في واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في الشرق الأوسط الحديث.


الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل فعلاً دُمّرت التفاعلات النووية الإيرانية؟
لا، تم استهداف مواقع مهمة، لكن اليورانيوم نُقل قبل الضربات، ما يعني أن الجزء الأهم نجا.

هل تصريح ترامب دقيق؟
جزئيًا، فالبنية المادية تضررت، لكن قدرة إيران على التخصيب لم تُنهى تمامًا.

هل سترد إيران عسكريًا؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات على رد مباشر، لكن الرد غير المباشر عبر الحلفاء الإقليميين وارد جدًا.

هل سنشهد موجة جديدة من التصعيد؟
نعم، إذا عادت إيران لاستئناف التخصيب أو إذا ثبت وجود منشآت جديدة.


تعليقات