شركة الكهرباء الإسرائيلية: عملاق الطاقة بين الاحتكار والجدل الإقليمي

شركة الكهرباء الإسرائيلية: عملاق الطاقة بين الاحتكار والجدل الإقليمي
شركة الكهرباء الإسرائيلية: عملاق الطاقة بين الاحتكار والجدل الإقليمي

شركة الكهرباء الإسرائيلية: عملاق الطاقة بين الاحتكار والجدل الإقليمي


تُعد شركة الكهرباء الإسرائيلية (IEC – Israel Electric Corporation) أحد أبرز أذرع الدولة في قطاع الطاقة، ليس فقط من حيث الإنتاج والتوزيع، بل أيضًا من حيث التأثير الجيوسياسي والاقتصادي على مستوى المنطقة. تأسست هذه الشركة منذ أكثر من 100 عام، لكنها اليوم تمثل نقطة تقاطع بين التكنولوجيا الحديثة والسياسات الإسرائيلية تجاه الأراضي الفلسطينية والمناطق المحيطة بها.

📌 ما هي شركة الكهرباء الإسرائيلية؟

شركة الكهرباء الإسرائيلية هي الشركة الحكومية المسؤولة عن توليد ونقل وتوزيع الكهرباء داخل إسرائيل وبعض المناطق الفلسطينية. تأسست رسميًا عام 1923 في عهد الانتداب البريطاني، ومنذ ذلك الحين نمت لتصبح المورد الرئيسي للطاقة الكهربائية في الدولة.

🔗 المصدر: الموقع الرسمي لشركة الكهرباء الإسرائيلية 🌐

⚙️ مهام الشركة ومجال عملها

تقوم شركة الكهرباء الإسرائيلية بالمهام التالية:

  • توليد الكهرباء من محطات حرارية وغازية.

  • تشغيل شبكة نقل الطاقة عالية الجهد.

  • توزيع الكهرباء للمستهلكين في إسرائيل وبعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

  • صيانة البنية التحتية الكهربائية.

💰 احتكار سوق الكهرباء

لفترة طويلة، احتكرت شركة الكهرباء سوق الكهرباء الإسرائيلي، ما جعلها جهة تتحكم بالتسعير وتوزيع الموارد. ورغم محاولات تحرير السوق وفتح المجال لشركات خاصة، ما زالت IEC تملك النصيب الأكبر في الشبكة العامة ومصادر الطاقة الرئيسية.

وفقًا لـ تقرير هيئة تنظيم الكهرباء في إسرائيل، فإن أكثر من 90% من المنازل لا تزال تعتمد على الشبكة الوطنية التي تديرها الشركة.

🔗 المصدر: هيئة تنظيم الكهرباء الإسرائيلية 🌐

🔌 دور سياسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

لا يقتصر دور الشركة على المهام الفنية، بل تتداخل أعمالها مع النزاع السياسي. في غزة، تعتمد الشبكة الكهربائية إلى حد كبير على ما توفره شركة الكهرباء الإسرائيلية، وهو ما يضع الأخيرة في موقع قوة سياسيًا.

  • في أوقات التصعيد، تقوم إسرائيل بتقليص أو قطع الكهرباء عن غزة.

  • في حالات الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية، يتم تهديد بوقف الإمداد.

  • الشركة تُستخدم كأداة ضغط غير مباشرة على المدنيين الفلسطينيين.

🔗 تقرير مفصل من قناة الجزيرة حول الكهرباء في غزة 🌐

🔋 التوجه نحو الطاقة المتجددة

خلال السنوات الأخيرة، بدأت الشركة بالتحول تدريجيًا نحو استخدام الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة كجزء من خطة وطنية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وقد تم إنشاء محطات شمسية عدة في صحراء النقب ووسط إسرائيل.

لكن رغم هذا التحول، لا تزال الكهرباء المنتجة من مصادر تقليدية (الغاز والفحم) تشكل أكثر من 70% من الطاقة الكلية.

⚡ أبرز التحديات التي تواجه الشركة

  1. الديون المتراكمة: خاصة من الجهات الفلسطينية مثل شركة توزيع الكهرباء في غزة.

  2. البنية التحتية القديمة: بعض شبكات التوزيع تعود لعقود.

  3. الضغط الدولي: بسبب تورط الشركة في مشاريع البنية التحتية في مستوطنات غير معترف بها دوليًا.

🔗 تقرير هيومن رايتس ووتش حول تورط IEC في المستوطنات 🌐

📊 الأثر الاقتصادي والاجتماعي

توفر الشركة أكثر من 11 ألف وظيفة مباشرة، بالإضافة إلى تأثيرها في قطاعات المقاولات، البنية التحتية، والمقاولين الفرعيين. لكنها أيضًا مسؤولة عن نسب مرتفعة من فواتير الكهرباء التي تشكو منها الطبقات المتوسطة والمنخفضة في إسرائيل.

🧭 المستقبل: هل تواصل احتكارها أم تبدأ المنافسة؟

من المتوقع أن تواجه شركة الكهرباء الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة لتحرير السوق وفتح المجال أمام استثمارات خاصة في قطاع الطاقة، خاصة في مجال الطاقة المتجددة. وتطمح الحكومة إلى تقليل سيطرة IEC ضمن خطة تحرير الطاقة بحلول عام 2030.

✅ خاتمة

شركة الكهرباء الإسرائيلية ليست مجرد كيان اقتصادي، بل هي مؤسسة تحمل أبعادًا سياسية واجتماعية معقدة، خاصة في ظل تورطها في قضايا تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. وبينما تسعى الشركة لمواكبة التطور العالمي في الطاقة، فإن إرثها التاريخي وعلاقاتها السياسية سيبقيان محور نقاش طويل في المنطقة.


تعليقات