تيزانوس يقترح أن قضية كولدو قد تكون "مكيدة": اتهامات سياسية أم مؤامرة إعلامية؟
في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية، لمح رئيس مركز البحوث الاجتماعية (CIS) خوسيه فيليكس تيزانوس إلى أن ما يُعرف إعلاميًا بـ "قضية كولدو" قد تكون في حقيقتها مجرد "مكيدة" مدبرة، تهدف إلى التأثير على الرأي العام وخلق مناخ من الشكوك السياسية، خصوصًا في توقيت حساس تشهده البلاد.
ما هي قضية كولدو؟
تدور قضية كولدو حول كولدو غارسيا إيزاغيرري، المساعد السابق لوزير النقل الإسباني السابق خوسيه لويس آبالوس، والمتهم بتورطه في فضيحة فساد تتعلق بعقود شراء كمامات خلال جائحة كوفيد-19. وقد شغلت القضية الرأي العام منذ بداية 2024، لما تحمله من تداعيات سياسية محتملة، كون المتهم على صلة مباشرة بالحزب الاشتراكي الحاكم.
تيزانوس يدخل على الخط بتصريحات نارية
"من الممكن جدًا أن تكون هذه القضية برمتها جزءًا من خطة دعائية محكمة تهدف إلى تشويه صورة بعض الشخصيات السياسية قبيل الانتخابات."
وأضاف أن هناك "مؤشرات قوية" على أن الإعلام، وبعض الأطراف السياسية المعارضة، "وظّفت القضية بشكل متعمد"، في إشارة ضمنية إلى اليمين الإسباني، الذي صعّد من انتقاداته للحكومة خلال الأسابيع الأخيرة.
ردود فعل متباينة
⛔ المعارضة: محاولة مفضوحة للتشويش
لم تتأخر ردود الفعل، حيث اعتبر حزب الشعب اليميني (PP) أن تصريحات تيزانوس "تمثل انحيازًا سياسيًا فاضحًا من شخص يُفترض به أن يكون محايدًا"، واتهموه باستخدام منصبه في مركز البحوث الاجتماعية "لخدمة مصالح الحكومة".
✅ الحزب الحاكم: من حقه أن يشكك
في المقابل، دافع بعض نواب الحزب الاشتراكي عن تيزانوس، معتبرين أن "من حقه أن يطرح وجهة نظره كمثقف ومحلل سياسي"، خاصة وأن التحقيقات لم تُثبت بعد مسؤولية مباشرة على آبالوس أو شخصيات حكومية أخرى.
بين الحقيقة والتوظيف السياسي
تثير هذه التصريحات أسئلة جوهرية حول استقلالية المؤسسات العامة، ودور الإعلام في تسليط الضوء على قضايا الفساد. كما تعيد إلى الواجهة الجدل حول مدى تسييس القضاء والتحقيقات في القضايا الكبرى، خصوصًا عندما تتزامن مع حملات انتخابية أو أزمات داخل الحكومة.
خلفيات تيزانوس السياسية
خوسيه فيليكس تيزانوس ليس مجرد باحث أو أكاديمي، بل هو عضو قديم في الحزب الاشتراكي، وقد عُيّن رئيسًا لمركز CIS من قبل حكومة سانشيز، ما جعله محل انتقادات دائمة من قبل المعارضة التي ترى أنه "يستخدم المركز لتلميع صورة الحكومة عبر استطلاعات موجهة".
قضية كولدو: إلى أين تتجه؟
في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات القضائية، تظل التساؤلات قائمة:
- هل فعلاً هناك فساد حقيقي في صفقة الكمامات؟
- أم أن الأمر مجرّد حرب إعلامية وسياسية؟
- وهل ستؤثر هذه القضية على مستقبل الحزب الاشتراكي في الانتخابات القادمة؟
الأسابيع القادمة ستحمل بلا شك تطورات حاسمة، سواء على الصعيد القضائي أو السياسي، بينما يراقب الشارع الإسباني بانتباه، ويحاول التمييز بين الحقيقة والدعاية.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل ثبت تورط كولدو غارسيا رسميًا في الفساد؟
حتى الآن، ما تزال القضية قيد التحقيق، ولم تصدر أحكام قضائية تثبت التورط المباشر.
ما دور وزير النقل السابق آبالوس في القضية؟
رغم علاقته الوثيقة بكولدو، فإن آبالوس نفى علمه بأي مخالفات، ويصر على براءته.
هل تصريحات تيزانوس تعتبر تدخلًا في مسار القضاء؟
لا تُعد تدخلًا مباشرًا، لكنها تثير جدلًا حول استغلال النفوذ المؤسسي في قضايا حساسة.
خلاصة
تصريحات تيزانوس حول أن "قضية كولدو قد تكون مكيدة" تفتح الباب أمام احتمالات متعددة: من جهة، احتمال وجود توظيف سياسي لقضية فساد لم تُحسم بعد، ومن جهة أخرى، مخاوف من أن يكون التشكيك جزءًا من محاولة تبرئة مقربين من السلطة.
في كلتا الحالتين، تبقى الحقيقة رهينة تحقيقات نزيهة وإعلام مسؤول.