📁 عاجل

الخليج في عين العاصفة: كيف تعاملت دول الخليج مع الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية في قطر؟

الخليج في عين العاصفة: كيف تعاملت دول الخليج مع الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية في قطر؟


📰 فيينانور الإخبارية | تحليل خاص

الخليج في عين العاصفة: كيف تعاملت دول الخليج مع الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية في قطر؟

فيينانور الإخبارية – قسم التحليل السياسي

في تطور عسكري غير مسبوق، استهدفت إيران القاعدة الأمريكية في قطر، مثيرةً بذلك حالة من الترقب والحذر في العواصم الخليجية. وبينما التزمت دول الخليج الكبرى الصمت أو الدعوات المعتادة لعدم التصعيد، بدأ مراقبون يطرحون تساؤلات حقيقية حول مستقبل الأمن الإقليمي، وحدود الصمت الخليجي في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن.


🇸🇦 السعودية: مراقبة دقيقة... وصمت استراتيجي

في الرياض، لم يصدر أي بيان رسمي بشأن الهجوم، ما يعكس مقاربة حذرة تستند إلى التوازنات المستجدة في المنطقة. فالعلاقات مع طهران بدأت بالتحسن منذ الاتفاق الذي تم برعاية الصين العام الماضي، والسعودية تدرك أن أي رد مباشر قد يعيد التوتر إلى نقطة الصفر.

لكن في العمق، هذا الصمت لا يعني غياب القلق، بل يعكس حرص القيادة السعودية على حماية مكتسبات المصالحة، دون الانجرار إلى ساحة صراع لا تخدم أهدافها التنموية أو الإقليمية في هذه المرحلة.


🇦🇪 الإمارات: أولويات اقتصادية... واستقرار فوق كل شيء

أبوظبي كانت من بين الدول التي اكتفت بتصريحات دبلوماسية مقتضبة، دعت فيها إلى "ضبط النفس". فالإمارات، صاحبة الطموحات الاقتصادية الكبرى، تضع الاستقرار الداخلي والإقليمي على رأس أولوياتها، خاصة بعد سنوات من إعادة التموضع في سياساتها الخارجية تجاه كل من تركيا وإيران.

وقد تنظر الإمارات إلى هذه الضربة كـ"رسالة أمريكية إيرانية متبادلة"، وليست كسيناريو حرب مباشرة يشمل دول الخليج الأخرى، وهو ما يُفسّر تمسّكها بموقعها كـ"وسيط مرن" في الأزمات الكبرى.


🇶🇦 قطر: الأرض المستهدفة في معادلة لا تملك إدارتها

قطر، التي تستضيف القاعدة الأمريكية التي تعرضت للهجوم، وجدت نفسها في موقف بالغ الحساسية. فهي من جهة حليف استراتيجي لواشنطن، ومن جهة أخرى تحتفظ بعلاقات مع إيران، لعبت دورًا في تجاوز أزماتها الخليجية السابقة.

الدوحة لم تُصدر أي رد غاضب على الهجوم، بل التزمت الحذر التام، في محاولة واضحة لتفادي التصعيد. لكنها، بحسب خبراء، ستواجه ضغوطًا حقيقية لإعادة تقييم شكل تعاونها الأمني، وتحديد ما إذا كان وجود القواعد الأجنبية لا يزال يشكل أمانًا أم تهديدًا محتملًا.


🇴🇲 سلطنة عُمان: سياسة الوسيط الحيادي باقية

سلطنة عمان، التي لطالما عُرفت بدورها الوسيط في أزمات المنطقة، تواصل اتباع سياسة "التهدئة فوق كل شيء". ومن المرجح أن تبذل جهودًا خلف الكواليس لإعادة فتح قنوات التواصل بين طهران وواشنطن، على أمل منع التصعيد من الانفلات عن السيطرة.


🇰🇼 الكويت والبحرين: قلق هادئ... واستعداد خلفي

في الكويت، التي تستضيف بدورها قوات أمريكية، لم تصدر مواقف صدامية، لكنها بدأت بتشديد الإجراءات الأمنية حول المنشآت الحساسة. أما البحرين، فرغم قربها الجغرافي والعسكري من إيران، وتواجد الأسطول الخامس الأمريكي، فقد التزمت أيضًا خطابًا حذرًا.


 موقف دولي باهت... وترقّب أمريكي

على المستوى الدولي، اكتفت الدول الأوروبية بتصريحات عامة دعت إلى "ضبط النفس"، دون أي تحرك فعلي. أما الولايات المتحدة، فقد اعتبرت الضربة تجاوزًا لخط أحمر، إلا أنها لم تتجه بعد لرد عسكري مباشر، ما يدل على أنها توازن بين الرغبة في الردع وتفادي التصعيد الكبير.


 قراءة أعمق: أمن الخليج رهينة المعادلات الكبرى

تؤكد هذه الحادثة أن أمن الخليج بات مرتبطًا بشكل مباشر بصراعات دولية وإقليمية تتجاوز إرادته المحلية. فالهجوم لم يقع داخل قطر فحسب، بل فوق خريطة سياسية أوسع تتداخل فيها واشنطن وطهران وتل أبيب.

ورغم الصمت المؤقت، إلا أن دول الخليج تدرك اليوم أن الهدوء السياسي لا يعني الأمان العسكري، وأن المنطقة ربما بحاجة إلى مقاربة أمنية جديدة، أقل اعتمادًا على الحماية الأجنبية وأكثر قدرة على فرض التوازن من الداخل.


 خلاصة تحليل فيينانور الإخبارية:

  • إيران وجّهت الرسالة إلى أمريكا، لكن الخليج استلم التحذير.
  • الصمت الخليجي ليس ضعفًا، بل انتظار محسوب لمآلات التصعيد.
  • المرحلة القادمة قد تشهد تحولات في السياسات الدفاعية الخليجية، أو مراجعة لعلاقات القواعد الأجنبية على أراضيها.

وبين كل هذا، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستبقى دول الخليج على الحياد إذا قررت واشنطن الرد؟
أم أن العاصفة هذه المرة ستجرف الجميع؟


🖋️ إعداد وتحليل: فريق التحرير السياسي – فيينانور الإخبارية 

تعليقات