📁 عاجل

أصفهان تتحدى الترسانة الأمريكية: هل فعلاً 60% من اليورانيوم المخصب بداخلها؟

أصفهان تتحدى الترسانة الأمريكية: هل فعلاً 60% من اليورانيوم المخصب بداخلها؟


في قلب إيران، وتحديدًا في مدينة أصفهان التي تُعد مركزًا تاريخيًا وعلميًا وثقافيًا، تتحول المدينة الآن إلى محور ساخن في سباق مع الزمن والضغوط الدولية. فخلف المعمار الإسلامي البديع والأسواق القديمة، تخفي أصفهان منشآت نووية تُعتبر من الأعمدة الرئيسية لبرنامج إيران النووي، أبرزها منشأة تحويل اليورانيوم ومرافق التخصيب المتطورة التي يدّعي البعض بأنها باتت تحتوي على يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 60%.

هذا الرقم في حد ذاته ليس عاديًا. فتخصيب اليورانيوم بهذه النسبة يضع إيران على عتبة إنتاج سلاح نووي، وهي مسافة قصيرة تقنيًا لكنها طويلة سياسياً ودبلوماسيًا، ومليئة بالعقبات والمعارك الاستخباراتية.

هل أصفهان جاهزة للمواجهة؟

تاريخيًا، لطالما كانت أصفهان هدفًا مهمًا في حسابات إسرائيل والولايات المتحدة، ولطالما خضعت لمراقبة مكثفة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. غير أن المعلومات المتداولة مؤخرًا، والتي تفيد بأن 60% من اليورانيوم الإيراني المخصب يتركز هناك، تضع المدينة مجددًا في واجهة التصعيد المحتمل.(العربية )

لكن السؤال الأهم: هل هي مجرد منشأة علمية متقدمة أم أنها تحوّلت إلى مركز لمواجهة مفتوحة مع القوى الغربية؟ وهل تعي إيران أن وضع كل هذا اليورانيوم في موقع واحد يجعل المدينة عرضة لضربة خاطفة يمكن أن تشل البرنامج النووي بأكمله؟

تحدي السيادة أمام الترسانة الأمريكية

من الناحية العسكرية، تمتلك الولايات المتحدة القدرة على استهداف أي موقع في أصفهان بدقة عالية. إلا أن إيران لم تعد، كما في الماضي، تتعامل بردود فعل تقليدية. فهي تبني استراتيجية الردع والرد المقابل، والرهان على أن استهداف أصفهان قد يشعل المنطقة بأكملها.

ومن هنا جاءت تصريحات بعض القيادات الإيرانية بأن أي ضربة على منشآتنا النووية ستكون بداية لنهاية أمن الخليج، وهي رسالة ضمنية تشير إلى أن منشآت النفط، الموانئ، وحتى القواعد العسكرية الغربية في المنطقة ستكون على خط النار. 

لا تفوت قراءة : هجوم مباغت: إيران تستهدف مقر قيادة الجيش الإسرائيلي وسط تصعيد غير مسبوق


الرسالة الرمزية

اختيار أصفهان كموقع لتكثيف النشاط النووي يحمل أيضًا دلالة رمزية. المدينة ليست فقط مركزًا علميًا، بل هي أيضًا قلب إيران الثقافي. أي ضربة لها ستكون بمثابة مساس بكرامة الشعب الإيراني، ما يجعل ردّ الفعل الشعبي تجاهها عنيفًا جدًا، ويزيد من احتمالية توحّد الجبهة الداخلية، على عكس ما يراهن عليه الغرب.

هل تملك إيران فعلاً القدرة على تحدي أمريكا؟

الجواب ليس بسيطًا. من ناحية العتاد العسكري، فإن إيران لا تضاهي الترسانة الأمريكية. لكن من ناحية القدرات غير المتكافئة، كالصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة وشبكات الحلفاء في المنطقة، فإن إيران بنت منذ سنوات بنك أهداف يجعلها قادرة على الإضرار الكبير بالمصالح الأمريكية في حال قررت واشنطن المجازفة.

كما أن ردع إيران لم يعد تقليديًا؛ بل يرتكز على المعادلة التالية: "ضرب منشآتي = ضرب منشآتك". وهي معادلة أثبتت فعاليتها في ملفات إقليمية أخرى، كالعراق وسوريا ولبنان واليمن.

ماذا عن إسرائيل؟

تدرك تل أبيب جيدًا أن أصفهان ليست مجرد منشأة نووية، بل رمز. ولذا فإن أي استهداف لها يجب أن يُحسب بعناية. إسرائيل قد تستطيع تنفيذ ضربات موجعة، لكنها لا تستطيع تحمل تبعات حرب مفتوحة مع إيران دون غطاء أمريكي شامل، وهو ما لا تريده واشنطن في هذه المرحلة الحساسة.

هل فعلاً هناك 60% من اليورانيوم هناك؟

هنا نعود للسؤال الجوهري. هل هذه المعلومة دقيقة؟ أم هي تسريب متعمّد من أطراف معينة لتبرير ضربة محتملة؟ أم أن إيران تريد بذلك أن تُظهر قوتها وردعها؟ مهما يكن الجواب، فإن التركيز على أصفهان يرفع من سخونة المشهد الإقليمي ويزيد من هشاشة الأمن في الخليج.


مع تصاعد التوترات، تبقى أصفهان عنوانًا لمعادلة معقدة: الرمز النووي، الرمز الثقافي، والرادع الإقليمي. فهل ستصمد أمام الترسانة الأمريكية؟ أم أن الأيام القادمة ستحمل مفاجآت تغيّر موازين اللعبة تمامًا؟


تعليقات