حركة المقاومة - فيينانور الإخبارية تحليل ....
بينما لا تزال المنطقة تحت وقع الدخان والركام، تتسابق التحليلات والوقائع لفهم تفاصيل الهجوم المفاجئ الذي شنّته فصائل المقاومة الفلسطينية على إسرائيل. بدا الهجوم، في لحظته الأولى، وكأنه منسق بدقة ويمتلك عنصر المفاجأة، لكنه سرعان ما تبعه ردٌّ عسكري إسرائيلي ضخم ومدمّر لم تكن حسابات المقاومة قد قدّرت كلفته بالكامل.
فهل كانت حسابات المقاومة ناقصة؟ وهل كان هناك ضعف في تقدير ردة الفعل الإسرائيلية؟ ومن هم أصحاب القرار الذين وضعوا مخطط الهجوم وآمال الانتصار؟
أولًا: المقاومة والمعلومة — هل كانت المعلومات الاستخباراتية كافية؟
رغم ما أظهره الهجوم من اختراقات واسعة للحدود ونقاط التمركز العسكرية، يبدو أن حسابات المقاومة لم تصل إلى مستوى المعلومات الكاملة حول حجم الرد الإسرائيلي. فقد فاجأ القصف الإسرائيلي العنيف كثيرًا من المتابعين بسرعة تحركه، وعمقه التدميري، وامتداده إلى البنية التحتية والمراكز المدنية.
محللون عسكريون قالوا إن "المقاومة ربما كانت تعتمد على تقارير وتقنيات مراقبة ميدانية"، لكنها لم تكن كافية لرصد أو التنبؤ بمدى حجم الرد العنيف الذي سيتجاوز القواعد المعهودة في جولات سابقة من التصعيد.
🔗 تحليل: كيف طورت إسرائيل قدراتها الاستخباراتية في السنوات الأخيرة؟ (BBC)
ثانيًا: من الذي خطط للهجوم؟ وماذا كان الهدف الاستراتيجي؟
وفقًا لتقارير إعلامية وتحليلات أمنية، فإن الهجوم كان مخططًا له منذ شهور، وتم تنفيذه بقيادة شخصيات بارزة في كتائب القسام وسرايا القدس، بدعم من خلايا تنسيق ميدانية داخل غزة وخارجها.
الهدف الرئيسي كان ضرب مراكز عسكرية إسرائيلية، ورفع كلفة الاحتلال، وتحقيق نصر معنوي من خلال اختراق الحدود والدخول إلى العمق الإسرائيلي. لكن المفاجأة كانت في قوة الرد الإسرائيلي، والتي أخرجت الأمور من إطار عملية موضعية إلى حرب شاملة.
🔗 من هم أبرز قادة المقاومة في غزة؟
ثالثًا: هل فشلت المقاومة في تقدير ردة الفعل الإسرائيلية؟
يبدو أن واحدًا من أبرز الأسئلة التي تُطرح الآن هو: هل فشلت المقاومة في حساب ردة الفعل؟
ومع هذا، يرى بعض المحللين أن المقاومة كانت تدرك المخاطر، لكنها اختارت المغامرة لأسباب سياسية وتكتيكية، أهمها:
. استعادة زمام المبادرة في الصراع.
. فرض حضور المقاومة في ظل صفقات إقليمية لتطبيع العلاقات.
. التأثير على الرأي العام العربي والدولي.
رابعًا: من يتحمل مسؤولية القرار العسكري؟ وهل هناك انقسام داخلي؟
بحسب تسريبات صحفية، فإن القرار العسكري كان مشتركًا بين عدد من الأجنحة العسكرية للفصائل، وقد تمت المصادقة عليه من المستوى السياسي داخل غزة.
لكن اللافت هو عدم وجود موقف موحد أو تصريح مشترك بعد اندلاع الحرب، وهو ما اعتبره البعض دلالة على وجود خلافات داخلية في قراءة نتائج الهجوم.
وهنا تبرز أسئلة جوهرية:
. هل جرى تحليل سياسي وعسكري شامل لما بعد الهجوم؟
. هل تم تدارك ضعف خطوط الإمداد والملاجئ في غزة؟
. هل هناك تنسيق فعلي مع أطراف إقليمية لضمان الدعم في حال اتسعت المواجهة؟
خامسًا: ماذا بعد؟ السيناريوهات المحتملة
من جهة أخرى، الضغط الدولي آخذ في التصاعد، وبدأت بعض الدول الأوروبية بالتعبير عن قلقها من حجم العنف المستخدم ضد المدنيين.
🔗آخر تطورات الوضع في غزة - صحيفة الغارديان
خاتمة: بين النية والنتيجة
السؤال المطروح اليوم في الشارع الفلسطيني والعربي: هل كانت تلك المغامرة محسوبة فعلًا؟ وهل هناك مراجعة حقيقية داخل صفوف المقاومة لتقييم ما جرى؟
في نهاية المطاف، تبقى غزة، بمن فيها، هي من تدفع الثمن الأكبر دائمًا.