في تاريخ الشعوب، يرتبط القادة العظام عادةً بصور القوة أو الحكمة أو الحزم. لكن في عمان، ارتبط السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، رحمه الله، برمز أكثر رقة وإنسانية: الورد. لم يكن الورد بالنسبة للسلطان مجرد زهرة، بل رسالة سلام، وعنوان للذوق الرفيع، ومكون رئيسي في الثقافة العمانية الحديثة.
🌹 شخصية السلطان قابوس: بين الحكمة والجمال
وُلد السلطان قابوس عام 1940، وتولى الحكم عام 1970، ليقود عمان نحو نهضة شاملة. وعلى الرغم من أن إنجازاته السياسية والاقتصادية معروفة، إلا أن شغفه بالجمال الطبيعي، وخاصة الورد العماني، لم يكن خفيًا. هذا الشغف لم يكن مجرد هواية، بل انعكس على سياساته البيئية، وتوجهاته الثقافية، وحتى طقوس الضيافة العمانية.
💐 حديقة السلطان قابوس للورد: من الحلم إلى الواقع
مميزات الحديقة:
الميزة | التفاصيل |
---|---|
📍الموقع | مسقط، بالقرب من قصر العلم |
🌸 عدد أنواع الورود | أكثر من 2,000 نوع من الورود المحلية والعالمية |
🌿 المساحة | تمتد على أكثر من 100,000 متر مربع |
🕊️ الأثر الثقافي | مركز للاحتفالات والفعاليات التراثية |
رابط مفيد: اكتشف حدائق السلطان قابوس 🌐
🥀 الورد الجبلي في الجبل الأخضر
لطالما اهتم السلطان قابوس بالبيئة العمانية، لا سيما المناطق التي تشتهر بالورد مثل الجبل الأخضر. ففي كل ربيع، تتفتح الورود الجبلية، ويتم تقطيرها لإنتاج ماء الورد العماني الفاخر، والذي أصبح من العلامات التجارية العمانية بفضل دعم السلطان.
🧴 تعرف على: طريقة صناعة ماء الورد العماني في الجبل الأخضر 🌿
🌺 الورد في المناسبات الوطنية والعسكرية
لم يكن الورد غائبًا عن المناسبات الرسمية. فقد كان السلطان قابوس يحرص على تزيين المهرجانات الوطنية ومواكب الاستقبال الرسمية بزهور نادرة، تعبيرًا عن تقديره لضيوفه، وعن مكانة الجمال في الثقافة العمانية.
وقد لاحظ المراقبون أن موكب السلطان غالبًا ما يُزين بزهور بيضاء وحمراء، في رسالة تحمل رمزية السلام والقوة.
🌷 رمز سياسي وثقافي
في كثير من خطاباته، تحدث السلطان قابوس عن "الجمال الذي يعكس روح الإنسان"، وكان يقصد بذلك الفن، الثقافة، والطبيعة. وكان يُعرف عنه اهتمامه الكبير بزراعة الورود في القصور والمجالس، مما جعل الورود تمثل رمزية الحكمة والرقي في عهده.
🌐 اقرأ أيضًا: السلطان قابوس والنهضة الثقافية 📖
👑 إرثه بعد الرحيل
بعد رحيله في 10 يناير 2020، لم تذبل زهور السلطان. بل أصبحت الورود تُزرع في كل مناسبة وطنية، إحياءً لذكراه. وتحتفي المدارس والمهرجانات بذكراه عبر تنظيم مسابقات لأجمل حديقة ورد، تأكيدًا على أن الورد كان جزءًا من رؤية وطن، وليس فقط ذوقًا شخصيًا.
💬 ماذا يقول العمانيون؟
يقول أحد مواطني نزوى:
"في عهد السلطان قابوس، لم تكن الزهور مجرد نباتات، بل كانت روح البلد... كان الورد ينمو في كل ركن مثل السلام الذي زرعه في قلوبنا."
ويضيف آخر من صلالة:
"لقد أحببنا الورد لأن السلطان أحبه. علمنا أن في الرقة قوة، وفي الجمال هيبة."
خاتمة
إن حب السلطان قابوس للورد ليس مجرد تفصيل عابر في حياته، بل هو رسالة إنسانية عميقة تعبّر عن أن القائد يمكن أن يجمع بين الحكمة والقوة والجمال. وفي عصر تكثر فيه الصراعات، يبقى هذا الحب شاهدًا على شخصية قائد فذّ أحب شعبه كما أحب زهر الورد: بالرعاية والعطاء والحنان.